الطالبة: آسيه بنت صالح عبد السلام
السنة الثالثة متوسط –ب
 
--------------------------------------------
 
نعم إنها أجمل اللحظات في حياتي.. ما أجمل أن تلتقي بأجلّ وأعظم العلماء في بلدك وتناقش أفكارهم التي لطالما قرأنا عنها في الكتب وتمنينا لو عشنا وقتها.
 
مع الساعة الثانية عشر ليلاً وأنا غارقة في التفكير في قوله تعالى: " إقرأ" وإذا بمخلوق يهمس في أذني وكأنما يريد لمس كتفي ليناديني بقوله: "لفت انتباهي شغفك وتدبرك في الآية الحكيمة التي اتخذتها شعارًا لنا طيلة حياتنا".. نظرت خلفي لأتيقن أنّه هاجس بالطبع، ولكن حدثت المفاجأة ! نعم إنه الشيخ البشير الإبراهيمي.. ثم قال: كم أنا متأسفٌ لحال بلدي وإخواني فيها.. ولطالما تمنيت البقاء حيًا لأحميه ممّا كنت أتوقع والآن لقد صار حقا .. نعم إنها فرنسا وصلت إلى قمّة مبتغاها، كم مرة حاولت وحاولت ثم حاولت لتصل إلى غايتها لترك العلماء مناصبهم فارغة في البلاد ولتختفي العراقيل من درب الشيطانة.. لتقتحم أرضي وتستولي على عقول مالكيها بالمجان .. نعم لقد دسّت فيكم سموم الجهل، فجهلتم قيمة العلم ولم تدركوا ماهية وجودكم .. حقًا لقد اقتنعتم بأنّ العالم عند وفاته يندثر علمه.
هل سافر بكم الزمان لهذه الدرجة من الغباء؟! نعم أين دَورُ الوصية وتلبيتها؟ أين الوفاء والمجد لعلمائنا الأبرار؟ ألم نضع على أكتافكم توصية الاهتمام بالعمل، أين هو أجر أقلامنا وجهد أيدينا؟ نعم تكدست الكتب والمؤلفات والعلوم في خزائنٍ تحت الأرض وبقي العقل فارغًا ليقع بين مخالب الناجحة التي حققت حلمها للانتقام منّا، أجبت بتوتر: لكن يا شيخ .. لقد اعتقدنا أنّ المال والدولار والدينار والريال والجنيه تساوي الرفاهية والسعادة فلما العلم هاهنا إن كنا أغنياء يتسنى لنا العيش في رفاهية.
قال العم: إيه... عن أيّ رفاهيةٍ تتحدثين ونوافذ العمارات مصطفة بشباب يودون احتضان التراب والانتحار نتيجة جهلهم بقيمة وجودهم .. عن أيّ سعادةٍ تتحدثين والأبناء في الأزقة غارقين في وحل التشرد ومستقبل الاستفهام .. !!
نعم إنها الحقيقة "العلم نور والجهل ظلمات"، من أراد أن يصدق فليفعل ليعيش سعيدًا بعلمه ومن أبى فلا مانع لأن يصير أعمى البصر والبصيرة، لا يميز بين النّور والظلام، ولا بين الحق والباطل.
استيقظت على فزعٍ شديد ودقات قلبي السريعة وعقلي الذي لم يكفَّ عن التفكير طيلة اللّيل، فإذا بها الثامنة والنصف صباحًا.. ماذا هل هذا يصدق؟! كيف حدث هذا؟ .. لما لم أسمع صوت المنبه؟
آه لقد تأخرت عن المدرسة.. هل سيعود لي جنّ الحلم ليعاتبني عن تأخري عن المدرسة.. آآآه لهذه الحقيقة المرة .. ذهبت لأدون حلمي في مذكرتي خشية التلاشي لأنه كان أهم حلمٍ في حياتي وكان درسًا لي وعبرة لإخواني.